الجمعة، 21 مارس 2008

مهموم

مهمـوم

الكاتب : دم المسيح

مطرود من شقة وفقير ومريض لا يملك ثمن الكشف الطبي والدواء وصاحب معاش او موظف لا يكفيه مرتبة لشراء أرغفة الخبز وخريج لا يجد عمل ولا يملك وساطة تتيح له فرصة عمل ، وفتاة جميلة لا تستطيع شراء فستانا جديدا أو حذاء وأخرى تجرى بحثا عن وظيفة فتجرى خلفها الذئاب والكلاب والذباب ..وسكان عقار أيل للسقوط ويسكنون الشارع وينامون على الرصيف .. وأرملة تبحث عن الدنانير المعدودة لتقيم أودها وتطعم أولادها فلا تجد من يمد يده إليها ..ومياه مقطوعة أو كهرباء مقطوعة واصحاب المنازل لا يستطيعون أن يدفعون ثمن القواتير , وآخرون يعرضون أجزاء من أجسادهم للبيع بأثمان زهيدة ..ومظلوم مهددا بالسجن أو مسجون ..وطالب لا يستطيع سداد المصروفات الدراسية ..وشاب قعيد يحتاج لكرسي متحرك ويتيم ينام تحت القمامة لا مكان له .

مجرد عينة بسيطة والمطلوب منك أن تقرا وتتفاعل وتتحمل أرتال الهموم ..وفي النهاية لا تجد من يحل مشكلتك أنت ..

السعداء لا يكتبون ولا يقرأون المشكلات ولا يحبون سماعها ..فكما يعدي المرض الميكروبي أو الفيروسي وينتقل من إنسان إلى أخر ..تنتقل المشاعر الحزينة أو السعيدة من البعض إلى البعض الأخر ..فأفراح الناس تفرح المعازيم ويتناسون في ليالي الاحتفال همومهم وبهجة العروسين تنتقل إلى الحضور فيبتهجون ..وجراح وأتراح البعض وعبوسهم تقفز إلى من يقابلونهم فتتأثر نفوسهم بما يرونه ويسمعونه من يأس وإحباط وحزن غيرهم فيكتئبون ..فالمشاعر تمر من خلالنا في طرق غير مرئية إلى غيرنا لتدخل عقولهم ونفوسهم فيصيبهم بعض ما أصابنا من سعادة أو حزن ..وربما تأثروا أكثر منا

والتفاعل مع مشاكل تنسينا أنفسنا فنشعر بأننا أصحاب المشكلة التي نتمنى حلها ولكن ما باليد حيلة ..فالحلول نظريا ممكنة ..ولكنها تصطدم بالواقع فتتحول إلى أزمة مستعصية الحل .. والناس يشكون ولن تنتهي شكاياهم ... وعجباَ الى الدكتور أستاذ الطب النفسي كان يذهب إلى الطبيب النفسي لعلاجه من النتائج التأثيرية لما يعرض عليه ويلاقيه ويواجهه من مشاكل المرضى الذين يترددون على عيادته
.

تحيتي الدائمة / دم المسيح
في أمان الله وحفظه

ليست هناك تعليقات: