الجمعة، 4 أبريل 2008

قصة أسرة في مملكة البحرين

قصة أسرة في مملكة البحرين



الكاتب : دم المسيح

الأسرة في مملكتنا الغالية لا تنطبق عليها المعايير البسيطة لتعريفها في الكتب والأفكار والفلسفات , فهمها بحثنا في المجلدات فلن نجد ما تبحث عنه من مفهوم الأسرة في مملكة البحرين , الأسرة في البحرين تتكون من رجل و زوجته وثمانية أبناء يعيشون في غرفة صغيرة متهالكة آلية للسقوط لا تصلح للحيونات , والرجل دائماَ يكون بلا أمل ولا طموح متصنم لا يستطيع أن يفعل شئ قد تبلد حسه من اليأس وأصبح منهكاَ للرجولة من سوء التغذية وذل البحث اليومي عن لقمة العيش و زوجته متعبة مقهورة مذلولة نسيت معنى الحياة أو حتى الحياة في ذاتها , فهمها الوحيد هو مساعدت زوجها المسكين ولكن من دون جدوى , فأبد لم تشتعل شعلة في جسدها ولم تنطفي منذ سنين , حتي الدقائق نادرة الحدوث التي قد تجمعها مع زوجها الفقير تحت غطاء الفراش العفن الوحيد والذي أمتزجت فيها همهمة النيام وتحت وجنب الفراش زفقدان الإنفراد وحرية الحركة مع بلادة الحس وبرود الجيد فنتجت علاقة لا تفرق كثيراَ عن جلوسها أمام وعاء الغسيل تغسل به ملابس الأسرة في رتابة وقرف فينتج غسيلاَ ليس أنظف مما كان ...

وأبناء يتكوموا كيفما أتفق على أرضية الحجرة الضيقة بهم نيام تختلط السيقان بالسيقان والأجساد بالأجسادبلا عمد ولاعفوية. وينتشروا نهارا فمنهم من يشحت ومنهم من يصمم على التعليم وآخر يبقى كما هو لا يرغب إلا في طعام ولا ينتظر إلا دوره في دورة المياه الخربة من الباب حتى الصنبور..

حضرت السيدة المحترمة وأخذت جولة في الحوش تتفحص الوجوه قائلة أنها فاعلة خير , بعد عدة أيام عادت ومعها العرض المغري...زوج للبنت سيدفع بضع آلاف ولن يكلفهم شيئا بل سيأخذ البنت لتعيش في بيته الواسع الرحب...تم الإتفاق وسافرت البنت وقبض الأب , أصبح الحال غير الحال...إنتقلوا إلى شقة فارتاحت الزوجة وابتسم الزوج وانفصل الصبيان عن البنات في نومهم ووجدوا طعاما غير الطعام ومائدة يجلسون حولها وأسرة ينامون عليها صبيان لوحدهم وبناتا فيخصوصيتهم فشعروا بأنهم فعلا" أبناء آدم"..وأما الفتاة التي تزوجت فقد عاشت في بيت بحجرة مستقلة وفراشا دافئا وطعاما ساخنا بلا تحرش ولا انتهاك...صحيح اكتشفت انها مجرد خادمة لرجل كبير في سن ..ولكن خادمة مستورة و شبعانة خير من حرة فقيرة عارية وجوعانة.

أما الأسرة فقد تبدل حالها عن قبل , فالكل أصبح ينتظر "السيدة المحترمة" علها تعود لتختار عروساَ جديدة فاهتموا بنظافة اولادهم وبناتهم وانخلق بينهم الأمل والرجاء فوجد الحوار بينهم .


تحيتي الدائمة / دم المسيح
في أمان الله وحفظه

ليست هناك تعليقات: